عقد مجمع اللغة العربية الأردني في رحابه صباح الأحد الثالث من شهر كانون الأول، لقاءً تفاعلياً مع أصحاب المبادرات التي تُعنى باللغة العربية وتقدمُ خدمة جليلة للعربية وأبنائها، بانتهاج سياسة من شأنها وضع اليد على مواطن الضعف ومحاولة تقديم حلول للحد من التشوّه المتأتي من القصور في استخدام اللغة العربية قراءة وكتابة واستماعاً ومحادثة وترجمة وتعريباً على الصعد كافة سواء في المدارس أو الجامعات أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المطبوعات والمنشورات والإعلانات وغيرها.
وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور خالد الكركي رئيس المجمع قدم فيها نبذة مختصرة عن المجمع وجهوده في تعريب المصطلحات والترجمة، وأشار إلى الرؤى التي يتطلع إليها المجمع بإقامة وحدة مستقلة للغة العربية للناطقين بغيرها، وإقامة وحدة مستقلة لتكنولوجيا المعلومات لأن المعركة التي تخوضها العربية تتطلب ذلك، وأكد ضرورة استنبات جذور للوسائل المطلوبة للتكنولوجيا وعدم الاعتماد على أخذ الوسائل من غيرنا حتى لا يمنعها عنا متى شاء.
وبين الكركي أهمية عمل اللجنة الوطنية للنهوض باللغة العربية التي بدأت عملها منذ ست سنوات في المجمع، وأوضح أهمية قانون حماية اللغة العربية بأنه القانون الذي ينظم ويلزم باستخدام اللغة العربية في الأنشطة الرسمية كافة.
ودعا الكركي أصحاب المبادرات إلى عدم قبول العاميّة مشجعاً إياهم استخدام اللغة العربية السليمة لأن العامية ما هي إلّا عربيّة عجزت عن أن تكتمل كالجنين المشوَّه أو غير كامل النضوج، مشيراً إلى أن العامية ليست تطوراً وإنما عودة إلى الوراء، وأنهى كلمته بمباركة جهود المبادرات وشكرهم والثناء عليهم مؤكداً أن العربية التي نريدها لها ثلاثة أوجه: عربية اللسان، وعربية القلب، وعربية العقل، هذه هي العربية التي ندافع عنها.
ثم تلتها شروحات حول المبادرات اللغوية التي حضر مندوبون وممثلون عنها لتوضيح أهميتها وآلية العمل فيها ومدى إسهامها في خدمة العربية. تخللتها عروض مرئية توضح نشاطها والفئات المستهدفة فيها ومراحل العمل وتطورها.
وكانت من بين هذه المبادرات: مبادرة مقهى القراءة ومكتبة عابر سبيل، وتعظيم المحتوى العربي على موسوعة (ويكبيديا)، ومبادرة مجَّمع تعليمي لتدريس قضية إملائية من الجامعة الهاشمية، ومبادرة مؤسسة بالعربي من الجامعة الأردنية، ومبادرة نادي اقرأ من جامعة الطفيلة التقنية، ومبادرة الهدهد للمحتوى الإبداعي، ومبادرة إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت من مؤسسة بالعربية للترجمة والبحث العلمي، ومبادرة إثراء المحتوى العربي لتخصص نظم الوسائط من جامعة الزيتونة، ومبادرتا ترجمة قصص قصيرة من الأدب الإنجليزي، وتجميع الأخطاء الشائعة وتصحيحها من مؤسسة آفاق العربية، ومبادرة محب الكتاب من دار البلسم، ودوري اللغة العربية من مدارس أكاديمية الروّاد، ومبادرة دراسة النطاقات العربية من مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني، ومبادرتا مهارات اللغة العربية وخير جليس صفحات على موقع (الفيسبوك) من جامعة العقبة للتكنولوجيا.
وخرج اللقاء بتوصيات عدة، أهمها: عقد اجتماع شهري للمبادرات لتبادل الآراء والتعاون فيما بينها، وعقد لقاء مع مختصين لتقييم المبادرات من حيث الفكرة، والهدف، وآليّة التطبيق، والخطة المستقبلية، والقيمة المضافة، والاستمرارية، والتجهيز لمختبر لغوي يلبي احتياجات المبادرين لتفعيل مبادراتهم.
يذكر أن اللقاء التفاعلي جاء استكمالاً لجهود المجمع الرامية لدعم المبادرات الفاعلة المتعلقة باللغة العربية خدمةً للغة العربية والنهوض بها لتواكب متطلبات العلوم والتكنولوجيا وتحفز الفاعلين من أبناء الوطن لمزيد من الإنجاز.