نشـأته :
بدأت فكرة إنشاء مجمع اللغة العربية في الأردن في العقد الثالث من القرن العشرين، فمنذ السنوات الأولى من تأسيس “إمارة شرقي الأردن..” أصدر المغفور له سمو الأمير عبدالله، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، إرادته بتأسيس مجمع علمي في عمان، ونشر
في الجريدة الرسمية لحكومة شرقي الأردن في 23 تموز سنة 1923م ما نصه:
“صدرت الإرادة المطاعة بتأسيس مجمع علمي بحماية صاحب السمو الملكي الأمير المعظم يكون رئيساً له سماحة الأستاذ وكيل الأمور الشرعية الشيخ سعيد أفندي الكرمي، وأعضاؤه العاملون الفيلسوف العلامة رضا توفيق بك والأستاذ اللغوي المفضال الشيخ مصطفى الغلاييني والأستاذ الفاضل السيد رشيد بقدونس ومدير الجريدة الرسمية الأديب السيد محمد الشريقي، فينتخب هؤلاء الأعضاء العاملون إخوانهم من الأعضاء الفخريين في الأقاليم العربية كافة على الطريقة التي يقررونها، فيكون ذلك عاملاً قوياً من عوامل إحكام صلة التعارف العلمي والقومي بين الناطقين بالضاد، كما أن الأعضاء العاملين يكونون في الوقت نفسه هيئة إدارية لمصلحة الآثار. وقد أمر سموه العالي بإنشاء مجلة علمية باسم (المجمع العلمي في الشرق العربي)، على أن يقوم بشؤونها أعضاء المجمع المشار إليهم، وأن ينفق على إنشائها من واردات الجريدة والمطبعة الرسمية”.
ونشرت مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق خبر تأسيس المجمع الأردني، في الجزء الأول من المجلد الرابع على صفحتها السادسة والأربعين، تحت عنوان: “مجمع علمي في شرق الأردن”، ما نصه:
“جاءتنا نشرة مآلها أن سمو الأمير عبدالله أصدر أمره بتأسيس مجمع علمي في عمان، عاصمة شرق الأردن العربي، وانتخب رئيساً له سماحة رصيفنا الشيخ سعيد الكرمي، وكيل الشؤون الشرعية. وأما أعضاؤه فهم العلماء: رضا توفيق بك الفيلسوف التركي المشهور، والشيخ مصطفى الغلاييني، ورصيفنا رشيد بك بقدونس، ومحمد بك الشريقي مدير جريدة (الشرق العربي) المنشأة في تلك البقعة منذ زمن قريب. وعلمنا أنه انتخب أعضاء شرف له العلماء الرصفاء أحمد زكي باشا، ورئيس مجمعنا السيد محمد كرد علي، والشيخ عباس الأزهري، والأب انستانس الكرملي، والسيد إسعاف النشاشيبي. وجاء في تلك النشرة أن المجمع سيعنى بإحياء اللغة العربية، ونشر المدارس، وإلقاء المحاضرات، وإنشاء دار كتب، وإصدار مجلة شهرية. فنرحب بهذا الرصيف”.
فكان المجمع الأردني ثاني مجمع للغة العربية يؤسس في الوطن العربي، بعد المجمع العلمي العربي بدمشق الذي تأسس سنة 1919م . ولكن مع الأسف، لم يقدر لمجمع عمان الحياة لقلة الإمكانات المالية والعلمية والبشرية.
وفي سنة 1961م أنشئت في وزارة التربية والتعليم بعمان اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر، استجابة لإحدى توصيات مؤتمر التعريب الأول الذي عقد في الرباط في شهر نيسان من ذلك العام. وصدرت عن هذه اللجنة فكرة تأسيس المجمع. وفي أوائل سنة 1973م بدأت الاستجابة الأولى لهذه الفكرة، إذ وافق مجلس الوزراء على إرسال ثلاثة وفود من أعضاء لجنة التعريب والترجمة والنشر، لزيارة مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد، للتعارف ولدراسة أعمال هذه المجامع وأنظمتها وأساليب العمل فيها، والاطلاع على أجهزتها العاملة، وحضور جلسة عمل في كل منها، ومعرفة آراء أعضائها، النابعة من تجاربهم الشخصية فيها.
في أواخر سنة 1973م، وافق مجلس الوزراء، من حيث المبدأ، على طلب وزير التربية والتعليم تأسيس المجمع. واستمرت اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر في ممارسة أعمالها حتى صدرت الإرادة الملكية السامية بتأسيس مجمع اللغة العربية الأردني. ونشر نص قانون المجمع المؤقت رقم (40) لسنة 1976م في عدد الجريدة الرسمية رقم (2634) بتاريخ 1976/7/1م. وبدأ المجمع يزاول أعماله بصورة رسمية منذ اليوم الأول من شهر تشرين الأول سنة 1976م. ونص قانون المجمع، على أن “يؤسس في المملكة الأردنية الهاشمية مجمع يسمى (مجمع اللغة العربية الأردني) يتمتع بشخصية معنوية ذات استقلال مالي وإداري.
أهداف المجمع:
- الحفاظ على سلامة اللغة العربية والعمل على أن تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة.
- النهوض باللغة العربية لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة.
- وضع معاجم مصطلحات العلوم والآداب والفنون والسعي إلى توحيد المصطلحات بالتعاون مع المؤسسات التربوية والعلمية واللغوية والثقافية داخل المملكة وخارجها.
- إحياء التراث العـربي والإسلامي.
ولتحقيق أهدافه يعمل المجمع الآتي:
- إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة باللغة العربية.
- تشجيع التأليف والترجمة والنشر في اللغة العربية وقضاياها.
- عقد المؤتمرات اللغوية في المملكة وخارجها وإقامة المواسم والندوات الثقافية.
- نشـر المصطلحات الجديدة التي يتم توحيدها في اللغة العربية بمختلف وسائل الإعلام وتعميمها على أجهزة الدولة.
- إصدار مجلة دورية محكمة ورقياً وإلكترونياً تسمى مجلة مجمع اللغة العربية الأردني وأي مجلة متخصصة أخرى.
- التعاون مع الجامعات والمؤسسات العلمية والتربوية داخل المملكة وخارجها وإقامة روابط علمية معها وتوثيق الصلة بالمجامع العلمية واللغوية في البلاد العربية والإسلامية والأجنبية.