جديد الموقع
الرئيسية / أخبار لغوية وثقافية / مجمع اللغة يستذكر مناقب المرحوم الدكتور عبداللطيف عربيات
مجمع اللغة يستذكر مناقب المرحوم الدكتور عبداللطيف عربيات

مجمع اللغة يستذكر مناقب المرحوم الدكتور عبداللطيف عربيات

عقد مجمع اللغة العربية الأردني جلسة تأبينية برئاسة معالي الأستاذ الدكتور خالد الكركي رئيس المجمع صباح يوم الأحد الثلاثين من حزيران لعام 2019م حضرها عطوفة الأمين العام وأعضاء مجلس المجمع وأسرة الفقيد، لعضو المجمع الراحل المرحوم الأستاذ الجليل عبداللطيف عربيات، المفكر الإسلامي والتربوي الفذ الذي يعد قامة وطنية وإسلامية كبيرة امتازت بالحكمة والفكر المعتدل المستنير والتي حظيت باحترام الجميع. وبدأت الجلسة بقراءة الفاتحة على روح الفقيد، تلتها كلمة لرئيس المجمع الدكتور الكركي نعى فيها الفقيد وتقدم بالتعزية والمواساة لذويه وأسرته ومحبيه، واستذكر السيرة العطرة والخدمات الجليلة التي قدمها المرحوم الدكتور عربيات لوطنه في جميع المواقع التي شغلها في العمل التشريعي والحزبي والتربوي، وفي عمله في المجمع الذي كان أمينه العام، والأمين عليه، والمدافع من خلاله عن الأمة: رسالتها، ولغتها، وحقّها في استعادة مكانتها وحضارتها تحت شمس الحرية والعدل وكرامة الإنسان، وقال: “ها أنت ترحل، ولم أقل تترجل، ترحل قبل الأوان، والرّيح عاصفة حول القدس، وصلاح الدين يتململ في مرقده للنهوض، وبلال يستعيد بهاء حنجرته لأنه سيؤذن في الأقصى الشريف..”.
وقد لجأ الكركي إلى حيث كان جاراً للفقيد في مجلس المجمع، يتذكّر، ويلملم خيوط السنوات التي عرفه فيها، سياسياً نبيلاً، وعالماً جليلاً، وأخاً نتعلم منه بُعد النظر، والعمق، والتسامح، وملامح القيادة في سيرته الطيّبة، فقال: “أيهّا المعلّم الكبير.. أخي.. الكلام عن غيابك صعْب، ها نحن نجلس ذات صباح قريب، هموم الأمة ماثلةٌ، ثم نتحوّل إلى السؤال المتبادل بيننا عن “الصحة” فكلٌّ منها في قلبه شوك، وفي كبده تصدّع على الوطن وحالته العامة، وكلانا على المستوى الشخصي يحمل همّاً ويختبي وراء الرّضا كي لا يفجع أهله بحالته، كنت أرى الصبر وأنت تسألني: كيف أنت اليوم؟ وحين جاءنا نبأ رحيلك صحت بصوت عتيق: ولما نَعَى الناعي بُرَيداً تغوَّلت بي الأرضُ فَرْطَ الحزن وانقطعَ الظهرُ”. وتابع الكركي: “صباح الخير أيّها الحبيب، نحن مشتاقون لحضورك، فأنت بيننا”: مثلُ حقل البنفسج في لُجّة من ضباب”، ونحن في عالم يتشظّى يا أبا سليمان، “وما ظلَّ غيرُ الأسى والأسفْ، فسلام عليك، سلامٌ علينا، على الصحب حين يهيلون ذاك التراب الندّي علينا”. واستذكر زمانه الطيّب وهو في سدّة رئاسة مجلس النواب، حيث كان بين الشعب، قائد يعرف: أنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَّما لَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ، وزمانه في التربية والتعليم، وقد روى لنا الأخ الكبير الأستاذ الدكتور سعيد التل في كتابه الجديد عنك ما روى، ولكنّ دوَرك الوطني هو العلامة الواضحة في مسيرة الزمن الأردني الصعب… فقد عشنا مع الأمة حتى طمعت فيها ذئاب، وتشظت كما بدأت “أيدي سبأ”.
وأتذكر أقرب الراحلين قبلك، أستاذنا الدكتور إسحق الفرحان، أكتب عنكما، اكتب مشتاقاً، واستعيد أعظم لحظة في التاريخ الإنساني: أجهش الرسول صلى الله عليه وسلّم، يوم نعى شهداء مؤتة، حين ذكر زيد بن حارثة، وعند سؤال الصحابة: لم هذا يا رسول الله قال: إنّه شوق الحبيب إلى الحبيب.. هذا زمان الراحلين من أهل هذه المنارة، وأهلنا مشتاقون تغيب الرؤى، وتعود الرؤى ونهايتها أن الزحام يكون عند عتَبات الله العلي العظيم.
واستذكر زملاؤه وأصدقاؤه في المجمع الأساتذة الدكتور همام غصيب والدكتور عودة أبو عودة والدكتور إبراهيم بدران مناقبه الجمة، وخصاله الطيبة، وحرصه على متابعة أعمال المجمع وإنجازاته في التعريب والحوسبة ولجنة النهوض باللغة العربية وأعمالها، وجهوده الكبيرة في خدمة اللغة العربية والإسلام مفكراً ومعلماً مخلصاً للدين وللوطن وللأمة، حيث كان مثالاً للالتزام قولاً وفعلاً وللأمانة والوفاء لوطنه وأمته مثلما كان قدوة في العطاء والبذل الموصولين بعيداً عن العدمية راغباً في الإصلاح والتطوير والتغيير للأفضل ومنفتحاً على الرؤى الأخرى متفاعلاً معها بإيجابية وإنسانية، وأشاروا إلى إسهاماته الفاعلة في جميع المواقع التي شغلها في العمل المجمعي والتشريعي والسياسي والحزبي والتربوي والإصلاحي والديمقراطي. وأوصوا بإصدار سيرته وسيرة الأساتذة الراحلين من أعضاء مجلس المجمع وإنجازاتهم في كتاب خاص وفاءً لهم وإبرازاً لدورهم في بناء المجمع وتأسيسه.
1

3

4

5

6

7