جديد الموقع
الرئيسية / أخبار لغوية وثقافية

أخبار لغوية وثقافية

شارك المجمع اليوم في ورشة العمل المتخصصة بعنوان “تطوير تطبيقات لتصحيح اللغة العامية الأردنية إلى لغة عربية سليمة باستخدام تقنيات تعلم الآلة”

شارك المجمع اليوم في ورشة العمل المتخصصة بعنوان “تطوير تطبيقات لتصحيح اللغة العامية الأردنية إلى لغة عربية سليمة باستخدام تقنيات تعلم الآلة”، التي نظّمتها كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، ضمن مشروع مدعوم من صندوق دعم البحث العلمي والابتكار.
وقد مثّل المجمع في هذه الورشة كل من الزميلتين إسراء القضاة، مشرفة الإذاعة، وسلمى عبابنة، مخرجة الإذاعة، حيث قامتا بتغطية فعاليات الورشة ضمن تقرير خاص سيُبث عبر أثير إذاعة المجمع ومنصاته الإلكترونية.








اختتام الموسم الثقافي الثالث والأربعين للمجمع بـ: “صدى ألف ليلة وليلة في نماذج من السرد الغربي”، للسعافين

اختتم مجمع اللغة العربية الأردني موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، الذي عُقدت فعالياته يوم الثلاثاء من كل أسبوع خلال المدة من 17 حزيران حتى 8 تموز، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في اللغة والترجمة والدراسات الثقافية في إطار جهود المجمع الرامية إلى تطوير اللغة العربية وتعزيز الحوار الثقافي.
وقد عُقدت الجلسة الختامية للموسم في مقرّ المجمع اليوم الثلاثاء الموافق للثامن من تموز لعام 2025م، بإدارة عضوه الأستاذ الدكتور محمد عصفور، مقدّمًا محاضرة الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، عضو المجمع، المعنونة بـ: “صدى ألف ليلة وليلة في نماذج من السرد الغربي”.
استهل السعافين محاضرته بوصف كتاب ألف ليلة وليلة، بالكنز والنبع الذي يستقي منه الكتّاب والنقاد والمبدعون في شتى الأجناس والأشكال إبداعاتهم الفنية والأدبية والفكرية، مشيرًا إلى أنه من أهم النصوص القديمة التي استجابت للرؤية الواقعية التي صورت المجتمع البرجوازي، وأضاءت مجتمع المدينة وطبقاتها المختلفة من حكام وتجّار وعلماء وشطار ومحتالين وهامشيين وسحرة، ونساء ورجال على حدّ سواء، وأنه من أكثر الأعمال الأدبية تأثيرًا في التاريخ السردي الإنساني؛ فقد ترك بصمةً واضحةً في الأدب العالمي، وكتابات كبار الأدباء في الشرق والغرب، أمثال ديكنز، وفولتير، وفولتير، وبورخيس، وكويلو.
واستعرض السعافين عددًا من المواضيع الأساسية التي تتمحور حولها ألف ليلة وليلة، والأبعاد الفنية والنقدية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية التي تمخّضت عنها، ومواقف الباحثين والدارسين النقدية تجاهها، مستشهدًا بالأمثلة الداعمة، ومسلّطًا الضوء على دور المرأة المهم في التشكيل السردي، وصورتها الحقيقية التي جاءت خلافًا للصورة النمطية لها في الأدب التراثي، مشيرًا إلى أن بعض الترجمات الغربية للكتاب دعمت في بعض الأحيان الصورة الاستشراقية السلبية عن الشرق من خلال قراءة خاطئة أو مغرضة عنه، بتعزيز فكرة حضور الجواري والحريم والعبيد والفجور ومشاهد اللذة وألوان المتعة على نواحي الحياة الاجتماعيّة والحضارية دون التعمّق بالعناصر الجوهريّة والأفكار الرئيسيّة المرادة منه.
وتابع السعافين: “إن ألف ليلة وليلة ليست مجرد عمل سردي تقليدي، بل هو نص استثنائي ألهب خيال الأدباء، وهي ذات منحى واقعي تستلهم حياة الطبقة البرجوازية العربية ولاسيما في القرنين الرابع والخامس الهجريين، كما وصفها أحد النقاد بقوله: “قد تكون هذه القصص أول ولادة لظهور روح التاريخ في الرواية.
وختم السعافين محاضرته بعرض نماذج من قصص الكاتب الأرجنتيني خورخي بورخيس، كقصة: “الحالمان”، و”الخرائب الدائرية”، و”غرفة التماثيل”.
وعن تأثير ألف ليلة وليلة في بعض الأعمال الأدبية الغربية، علّق الدكتور عصفور قائلًا: “إن أعظم تأثير لألف ليلة وليلة هو كتاب شهرزاد لكوساكوف، وهذا يكفي لإشهارها، حيث لم تعد ملكًا للأدب العربي بل أصبحت رمزًا للأدب العالمي”.
وانتهت الجلسة بنقاش موسّع بين المحاضر وجمهور الحضور حول عدد من النقاط المهمة في المحاضرة.

الأستاذ الدكتور محمد حوّر عضواً في هيئة تحرير مجلة المجمع العلمي العراقي

الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم حوّر عضواً في هيئة تحرير مجلة المجمع العلمي العراقي التي يرأسها الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين رئيس المجمع.

جانب من اللقاء الذي جمع رئيس المجمع بالدكتور محمد علي ياغان

جانب من اللقاء الذي جمع الأستاذ رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت بالدكتور محمد علي ياغان أستاذ التصميم والتواصل البصري/ كلية العمارة والبيئة المبنية في الجامعة الألمانية بحضور الدكتور أحمد شركس وعدد من الزملاء في المجمع.
حيث عرض الدكتور ياغان مشروعه في موضوع نظام الخط العمودي.

 

المجمع يواصل عقد جلسات موسمه الثالث والأربعين 2025م. بـ: “السرد الإسباني في الأندلس..”

تحت عنوان: “انتشار إشعاعات فن المقامة عبر الأندلس في السرد الإسباني الوسيط: إشكالات الترجمة والتأثير”، ابتدأت الجلسة الثالثة من جلسات فعاليات الموسم الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، التي عقدها مجمع اللغة العربية الأردني في مقره اليوم الثلاثاء، الموافق للأول من تموز لعام 2025م، وترأسها الأستاذ الدكتور صلاح جرار، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأردنية، وحاضر فيها الأستاذ الدكتور فايز عبدالنبي القيسي، أستاذ الأدب العربي في جامعة مؤتة.
بدأت الجلسة بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت رحّب فيها بالضيوف الكرام، ونعى فيها العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد شاهين الذي وافته المنية ظهر أمس الاثنين الموافق للثلاثين من حزيران الجاري، جاء فيها: ” في هذا اليوم أقف بين أيديكم لأنعى أخًا وصديقًا وعالمًا جليلًا، الأخ الأستاذ الدكتور محمد يوسف شاهين، الذي كان زميلًا لي منذ عام 1966م، حيث درسنا معًا في إنجلترا، وهو شخصية فريدة من نوعها، عندما نستذكرها يقفز إلى أذهاننا اسم أساتذة كبار، مثل: إدوارد سعيد والطيب صالح والأستاذ المرحوم محمود درويش، فقد عاش معهم وبهم، يستقبل ضيوف الأردن ويكرمهم في بيته الخاص، وكان رحمه الله معلماً أصيلًا درّس في كثير من جامعات العالم، ولم يبخل في أن يولي قضية فلسطين عنايته الكبرى، ويوصل مضمونها إلى علماء العالم في كثير من الدول، وقد عاش حياة زهد وورع وتقًى، منكبًّا على العلم والدراسة، رافضًا مباهج الحياة كلها، وغادرتنا برحيله شخصية من كبار العلماء في هذا العصر.
وقد تولى إدارة الجلسة الأستاذ الدكتور صلاح جرار، الذي رحّب برئيس المجمع والسادة الحضور، ووجّه الشكر لأسرة المجمع على دعوته الكريمة لمواصلة هذه المواسم الثقافية المهمة والغنية، والتحية للأستاذ القيسي على موضوع المحاضرة الدقيق الجديد الذي وقع اختياره عليه، مؤكدًا أنه يستحق التأمل والتعمق؛ فهو يسلط الضوء على أدب الأندلس والمشرق اللذين تبادلا الفنون الأدبية، المتمثلة بالموشّحات والمقامات، تلك التي أثرت الثقافة العربية سابقًا، والحضارة الإسبانية فيما بعد.
وتحدّث الدكتور القيسي عن فن المقامة العربية الذي يمثل أحد أبرز أشكال السرد العربي التقليدي، القائم على الحيلة والتنقل والراوي الثابت، والوعْظ وغير ذلك، حيث كان أساسًا فنيًا ألهم الأدب الأوروبي، لاسيما في إسبانيا في العصور الوسطى.
وأوضح أن المقامة لم تقف عند حدودها الجغرافية أو اللغوية، بل وجدت صداها في الأدب العبري الأندلسي، ثم في الرواية البيكارسكية الإسبانية، التي تعد من اللبنات الأولى لفن الرواية الحديثة في أوروبا، معرّجًا على مواضع التشابه والاختلاف بين المقامات والسرد الإسبانيّ الوسيط، ومستشهدًا عليها بالأمثلة الداعمة.
كما أشار القيسي إلى الإشكالية الكبيرة التي حفّت برحلة المقامة إلى الأدب الإسبانيّ الوسيط، وعن كيفية انتقالها إلى الآداب الغربية عبر قناة أو وسيط ما، طارحًا سؤالًا مهمًا حول وجود تأثير حقيقيّ للمقامة في الآداب الغربية أم هو مجرّد تشابه بين موضوعات المقامة والرواية الشطارية، وحسب؟ مستعرضًا مواقف الباحثين التي انقسمت عليه على ثلاثة اتجاهات، استدلّ من خلالها على تأثر الأدب الغربي بفن المقامة بلا شك.
وأكد القيسي أن هذا التأثير العميق لا يمكن فصله عن الدور الحضاري والثقافي الذي قامت به الأندلس كجسر حضاري بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى ضرورة إعادة قراءة هذا التراث السردي ضمن سياقاته الأدبية المقارنة.
ثم خلص القيسي إلى أن: “النصّ المقاميّ هو نص ثقافي حيّ، ينتقل من هنا إلى هناك، ويتفاعل مع المكوّنات الثقافية المختلفة، وقد راجت هذه المقامات كل الرواج ليس بين العرب فحسب بل بين العبريين والمسيحيين أيضًا، ولهذا ترجموها إلى لغاتهم”.
وانتهت الجلسة بفتح باب الحوار والاستفسارات بين المحاضر وجمهور الحاضرين.

 

زيارة وفد من “أكاديمية إسطنبول” التركية

زيارة وفد من “أكاديمية إسطنبول” التركية المتخصصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى المجمع وإذاعته

للمزيد..

جانب من الجلسة الثانية من فعاليات الموسم الثقافي الثالث والأربعين للمجمع لعام ٢٠٢٥م

عقد مجمع اللغة العربية الأردني في مقره، صباح اليوم الثلاثاء الموافق للرابع والعشرين من شهر حزيران لعام 2025م، ثاني جلسات موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، التي ترأسها عضو المجمع الأستاذ الدكتور محمد السعودي، وتضمنت الجلسة محاضرة علميةً للأستاذ الدكتور جمال مقابلة، أستاذ الأدب العربي الحديث ونقده في الجامعة الهاشمية، بعنوان: “الإسراء والمعراج وقلق التأثّر”، قدّم فيها قراءة جديدة لحادثة الإسراء والمعراج وتفاعلها الثقافي (تأثّرًا وتأثيرًا) مع الأدب الإنساني أو العالمي بفنونه المتعددة عبر العصور، من منظور (هارولد بلوم)، في نظريته الشهيرة: (قلق التأثّر).
رحّب رئيس الجلسة الدكتور السعودي برئيس المجمع والأساتذة الأعضاء، والحضور الكريم، وأشاد بالدكتور المقابلة بوصفه صاحب البحوث المتأملة في النصوص التي يجمعها دائمًا خيط واحد وهو إنتاج الفكرة الجديدة.
تناولت المحاضرة أبعاد الحادثة النبوية في النثر العربي القديم والحديث، وأثرها في التراثين الإسلامي والغربي، حيث عرض مقابلة نماذج أدبية متعدّدة تأثّرت بفكرة المعراج كرحلة روحية وفكرية، ومنها أعمال: المعرّي، وابن عربي، والعطار، ومحمد إقبال، ودانتي، وجون ملتون، وغوته، وهرمان هيسه، وغيرهم، وصولًا إلى نماذج من الروايات العربية الحديثة منها: رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ وكتاب التجليات لجمال الغيطاني وسيرة المشتهى لواسيني الأعرج وفتنة الغفران لحمود الشايجي ورواية (فهرس) لسنان أنطون.
وأشار مقابلة إلى عنايته بالإسراء والمعراج في النثر العربي في سياق البحث الذي هو في الأصل أطروحته للدكتوراة، وقد تناول فيها الحادثة من جوانبها الدينية والتخييلية والرمزية، وفي كتابه: ” تجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي”،الذي جاء في خمسة فصول غطّت التفسير والسيرة والتصوّف والأدب الشعبي وأدب الرسائل والمنامات والنثر العربي الحديث.
وتناول البحث عدة لوحات تمثّلت في قراءة العنوان وتحليله والمعراج أنموذجًا أعلى لدى الإنسان، والمعراج في الديانات والكتب السماوية، ورحلة التأمل والصعود والهبوط في الحضارات القديمة والرافدين ومصر القديمة وصدى الآداب العربية في الآداب الغربية، وقلق التأثر وخريطة القراءة الضالة وتجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي، ورحلة المعرفة وغيرها.
واختتمت المحاضرة بتأملات حول السمات العامة لأدب المعراج، وأوصت بأهمية فتح هذا العمل الباب لدراسات لاحقة أكثر توسعًا في الأدب المقارن أو دراسات الخيال الديني والأدبي، وأشار المقابلة إلى أن هذه الدراسة انطلقت من قناعة راسخة بأن هذه الحادثة لم تقتصر على بعدها الديني، بل ألهبت خيال الأدباء والمتصوفة والفلاسفة والشعراء، وشكّلت منبعًا ثرًّا للتعبير الأدبي والرمزي عبر العصور.
وانتهت المحاضرة بفتح باب المناقشة والحوار بين جمهور الحاضرين، والمحاضر حول ما قدمه في نظرية: “قلق التأثر”.

 

المجمع ينعى الأستاذ الدكتور كمال فريج

ينعى مجمع اللغة العربية الأردني الأستاذ الدكتور كمال فريج الذي عرف بإخلاصه وتفانيه، ومساهماته الكبيرة في تعزيز العلاقات المؤسسية، إلى جانب حضوره المهني والإنساني المتميز في الأوساط الأكاديمية الأردنية.
وإن المجمع ممثلاً برئيسه الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت وأعضاء مجلس المجمع والعاملين فيه يتقدم من عائلة المرحوم ومحبيه بأصدق مشاعر العزاء والمواساة.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

 

المجمع يطلق موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م: “صدى الآداب العربية في الآداب الأوروبية الحديثة”

تحت عنوان “صدى الآداب العربية في الآداب الأوروبية الحديثة”، عقد مجمع اللغة العربية الأردني اليوم الثلاثاء الموافق للسابع عشر من شهر حزيران لعام 2025م، في مقره، في قاعة الدكتور عبدالكريم خليفة أولى جلسات موسمه الثقافي الثالث والأربعين المنعقد كل ثلاثاء، ابتداءً من السابع عشر من حزيران حتى الثامن من تموز لعام 2025م، بحضور رئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، والأساتذة أعضاء المجمع، ونخبة من أساتذة الجامعات، وجمهور من المثقفين والمهتمين.
وتناول الموسم الثقافي لهذا العام سلسلةً من المحاضرات المتخصصة في مظاهر الحضور العربي في الشعر، والسرد، والفكر الأوروبي، وسلّط الضوء على التأثيرات المتبادلة بين التراث الأدبي العربي والآداب الأوروبية الحديثة.
وافتُتحت الجلسة الأولى للموسم بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، رحّب فيها بالحضور، معبّراً عن اعتزازه بانطلاق الموسم الثقافي في دورته الجديدة، ومثمّناً جهود اللجنة المنظمة في الإعداد له، ومؤكّدًا أهمية توسيع دائرة الدراسات لتكون “أثر الثقافة العربية الإسلامية على الثقافة في الغرب”، حيث إن التأثير العربي لم يكن مقتصراً على الجانب الأدبي فحسب، بل امتدّ إلى مجالات الحياة الغربية كافة.
وأشار إلى ضرورة تدقيق الفهم عند الحديث عن هذا الأثر، متسائلاً عمّا إذا كان قد وصل إلى الغرب عبر الفكر، والترجمات، والرحلات، أم من خلال الرواية والمشاهدة المباشرة.
كما نبّه إلى خطورة المبالغات والانطباعات الخيالية، خصوصاً تلك التي رُوّجت في العصور المتأخرة عن صورة الشرق، مثل مفهوم “الحرملك” في الدولة العثمانية، داعياً إلى التمييز بين الحقيقة والتصورات الغربية المشوَّهة.
كما تساءل عن طبيعة التأثير: هل جاء عبر الترجمة والرحلات والمراسلات الفكرية؟ أم عبر المعايشة والرواية والمشاهدة؟ مؤكداً ضرورة التحقق من سلامة الفهم ودقة التأصيل.
وفي هذا السياق، نبّه البخيت إلى أهمية التحقق من دقة الترجمات القديمة من اليونانية واللاتينية إلى العربية، مبيناً أن بعض الترجمات كانت عامة أو غير متخصصة، مما يدعو إلى مراجعة أعمال المترجمين الأوائل من السريان أو الأرمن أو غيرهم ممن اضطلعوا بدور كبير في عملية النقل العلمي والثقافي.
ولفت إلى أن الترجمة – في حركتها التاريخية – تنتقل عادةً من المكان الأعلى إلى الأدنى، وهو ما كان واضحاً في عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، حيث أفادت منها الثقافة الغربية في مختلف ميادينها. وعلى النقيض، أشار إلى أن العصر الحديث شهد حركة ترجمة معاكسة من اللغات الغربية إلى العربية، وكانت مصر سبّاقة في هذا المجال، من خلال مؤسساتها العريقة في النشر والترجمة، مثل مؤسسة فرانكلين في بيروت.
وختم الدكتور البخيت كلمته بالتأكيد على أن مستقبل اللغة العربية لا يكمن فقط في استكشاف ماضيها ومصادرها، بل في قدرتها على مواكبة العلوم الحديثة وما يبتدع في المختبرات، مشيراً إلى أهمية تجاوز العقبات التي تعيق الترجمة الفورية، وتعزيز حضور العربية في فضاء المعرفة العالمي.
وناقش الأستاذ الدكتور زياد الزعبي في محاضرته المعنونة بـ: “صدى الأدب العربي في الشعر الألماني في القرن التاسع عشر”، مدى تأثر الشعراء الألمان بالرموز والموضوعات العربية الكلاسيكية، التي شكلت لهم عنصر جذب، وأدخلتهم في مساراتها المختلفة، إضافةً إلى إسهام عصر التنوير برؤيته الواسعة المنفتحة في تقديم صورة موضوعية عن الشعوب الغربية بعاداتها وتقاليدها وآدابها، وهو ما كوّن صورةً جديدةً جذابةً للشرق ساعدت في ترسيخها الحركة الرومانسية وفلاسفتها.
وأكّد الدكتور زياد أن الأدب الألماني تأثر بصورة مباشرة منذ القرن الثامن عشر بالآداب الشرقية من خلال الترجمة، وكتابات الرحالة، والمحاكاة الحرة للنصوص العربية والفارسية، والدراسات الاستشراقية. وقد أفضى هذا التفاعل إلى تشكيل تصور جذاب لعالم الشرق، ساهمت في ترسيخه كلٌّ من حركة التنوير والفكر الرومانسي.
ثم تطرّق الدكتور الزعبي إلى أثر الغزل العربي في القصيدة الألمانية، واستهل الموضوع بذكر كيفية دخول هذه المفردة العربية (غزل) إلى لغات العالم، بدءًا باللغات الإسلامية التي استقبلت المفردة وكيّفتها وفق أنظمتها اللغوية والثقافية، وكيف حافظت على وجودها اللغوي الصلب في كل اللغات التي استقبلتها، فهي في الفارسية، والعثمانية- التركية، والأوردية والملايوية (غزل)، وحفاظها على صيغتها اللغوية وعدم إخضاعها للترجمة في اللغات الهدف.
وأشار إلى أن عدداً من الشعراء الألمان البارزين، مثل: غوته، فريدريش روكرت، هاينه، فون بلاتن، غايبل، وبودنشتيدت، قد تأثروا بشكل مباشر بالشعر العربي، وفي مقدّمة ذلك الشعر الغزلي، وقد ظهرت في بعض نصوصهم بوصفها ترجمةً شبه حرفية أو محاكاة فنية لقصائد عربية، أُعيدت صياغتها باللغة الألمانية في قالب شعري غربي، لا يخفي أصوله الشرقية.
ونبّه الزعبي في ختام محاضرته إلى أن كثيراً من النصوص التي تأثرت بالأدب العربي، لم تنل حظها من الدراسة، بسبب انتماء مبدعيها إلى دائرة أدبية لم تحظ بشهرة واسعة. ويُبرز في هذا السياق أهمية إجراء بحوث علمية دؤوبة تستقرئ الأصول العربية التي استندت إليها تلك الأعمال الألمانية، لا سيما في النصوص التي تنتمي إلى جنس القصيدة السردية (Ballade)، التي كانت شائعة لدى شعراء القرن التاسع عشر.
وفي نهاية الجلسة عُقدت مناقشة حوارية بين الدكتور الزعبي وجمهور الحضور، لدعم ما جاء فيها من أفكار ومعلومات مهمة.
يذكر أن الدكتور الزعبي حاصل على دكتوراه في النقد الأدبي من جامعة جيسن – ألمانيا (1987)، وهو أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة اليرموك منذ عام 1987، وشغل عدة مناصب أكاديمية منها: عميد كلية الآداب، ونائب عميد شؤون الطلبة، كما عمل أستاذًا في الجامعة الأردنية وجامعة السلطان قابوس، وقد درس اللغة الألمانية، وصدر له عدد من المؤلفات العلمية منها: (المتلقي المذعن)، و(مسارات القراءة مسارات النصوص )، و(المثاقفة وتوليد المصطلح )، وغيرها، وهو عضو مؤازر في مجمع اللغة العربية الأردني، شارك في عشرات المؤتمرات، وله عشرات الأبحاث العلمية المنشورة، إضافة إلى مساهماته في البرامج الثقافية والمقالات الصحفية.

 

 

مشاركة الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت في برنامج مُلْهِم بودكاست من الجامعةِ الأردنيّة