تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أقيمت فعاليات “ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي” بدورته الثانية والعشرين عربيًا، والخامسة أردنيًا، الذي استضافته العاصمة عمّان في دائرة المكتبة الوطنية اليوم الأربعاء الموافق 28 أيار 2025م، بتنظيم من دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، لتكريم كوكبة من المبدعين والنقاد الأردنيين، وقد كان الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت رئيس المجمع على رأس المكرمين.
يأتي هذا التكريم تقديراً لمسيرة الدكتور البخيت العلمية والمهنية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، قدّم خلالها إسهامات نوعية في مجالات التأريخ العربي والإسلامي، وتوثيق الذاكرة الوطنية، والعناية بشؤون اللغة العربية، من خلال موقعه رئيساً لمجمع اللغة العربية الأردني، ومؤسساً لمراكز بحثية مرموقة، أبرزها مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية.
ويُعد الدكتور البخيت من أبرز الشخصيات الأكاديمية في العالم العربي، إذ أثرى المكتبة العربية بمؤلفات مرجعية في التاريخ العثماني والحديث، كما أسهم في إعداد موسوعات ومشروعات معرفية رائدة، منها “السجل التراثي الأردني” و”الموسوعة الفلسطينية”، وعُرف بدوره الريادي في بناء المؤسسات البحثية وصياغة الوعي التاريخي المؤسس على الوثيقة والمصادر الأصلية.
وفي كلمة ألقاها خلال الملتقى باسمه وباسم الأساتذة المكرمين عبّر الدكتور البخيت عن بالغ شكره وامتنانه لسمو الشيخ سلطان القاسمي، جاء فيها:
“هذه المرة الخامسة التي يكرّم فيها سموُّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عدداً من المثقفين الأردنيين الذين أسهموا في خدمة الثقافة العربية في العصر الحديث، وكان قد كرّم مشكوراً العديد في الدول العربية على مدار اثنين وعشرين عاماً”.
ثم تساءل الدكتور البخيت، عن حال المثقف العربي اليوم على ضوء ما يجري في العالم العربي خاصةً وفي العالم عموماً؟ مشيراً إلى واقع اللغة العربية وما تلاقيه من تزاحم اللغات الأجنبية لها، بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والرقمنة.
واستعرض واقع الأحوال السياسية في بلاد العرب وما تعانيه من التشظِّي وتداعي مؤسسات الدولة في معظم البلاد العربية، قائلًا:
“كان الحلم لدى الجميع بالوحدة الاندماجية من المحيط إلى الخليج، واليوم بالكاد نجد بلداً عربياً واحداً لا يبذل كل جهده للحفاظ على الوحدة الوطنية التي تزاحمها في كثير من الأحيان النزعات المحلية”.
وأضاف: “يتحدث المواطن العربي عن الوحدة العربية، ولكن على ضوء التجارب فإنه لا يريدها بالفعل، ومن هنا بدأنا نتحدث في تاريخنا المعاصر على مستوى القرية عن الحارة الشرقية والحارة الغربية، أما الحروب الأهلية في العديد من الدول العربية، إضافة إلى التدمير الشامل الذي تمارسه دولة الطغيان في غزة والضفة وسورية ولبنان فأمر واضح للعيان”، وإزاء كل هذا، يفقد المثقف العربي صوابه ويبقى يسأل: إلى أين المصير؟”.
واختتم كلمته بالشكر لسمو الشيخ القاسمي الذي رعى المبادرة، ولوزارة الثقافة، ولمنظمي اللقاء، وإلى القائمين على المكتبة الوطنية التي تحتفظ بذاكرة الوطن وصوره وأمانيه العزيزة.”
وفي نهاية الملتقى قدّمت دائرة المكتبة الوطنية عرضًا تعريفيًا قصيرًا لأقوال المكرمين عكس خلاصة مسيرتهم الحافلة بالعلم والعطاء والعمل، وهم إلى جانب البخيت الدكتور نبيل حداد، والشاعر محمد سمحان، والشاعر والناقد الأكاديمي الدكتور محمود الشلبي.
ويذكر أن هذا التكريم يعكس اهتماماً عربياً بتقدير الشخصيات الثقافية التي أثرت المشهد الفكري والعلمي العربي، حيث عُقد الملتقى في عدد من العواصم العربية، ويمثل الأردن محطةً رئيسية لهذا العام.





