دعا رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت إلى تشكيل هيئة عربية تعنى باللغة العربية والذكاء الاصطناعي في كلمة ألقاها عبر تقنية (Zoom) في المؤتمر السنوي لمجمع القاهرة الذي حمل عنوان “الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية وتعلُّمها”. المنعقد في المدة من يوم الاثنين 22 من نيسان 2024م حتى يوم الخميس 2 من أيار 2024م، وذلك يوم الاثنين الموافق ٢٩ من نيسان لعام 2024م.
وأشار البخيت إلى الجهود العربية المتعثّرة التي كانت تحوم حول المعالجة غير العميقة للغة التي ظلّت مدينة للشركات العالمية في هذا المجال –وذلك لأسباب تجارية طبعاً- من خلال التطبيقات المعروفة في مناحي الحياة المختلفة.
وتوقف عند الترجمة الآلية وكيفية تجاوزها للصعوبات التي أصبحت جزءاً من الماضي في ظل التطور المذهل الذي عززه حجم المحتوى الرقمي على الشابكة وتطور بيانات النصوص الإلكترونية المخزنة من خلال تحليل هذه النصوص إحصائياً لاستنتاج الأنماط والقواعد التي تحكم ترتيبها وتركيبها، وتطور الترجمة في محركات البحث المختلفة التي تكاد نسبة الخطأ فيها تقترب من الصفر.
وكذلك مجالات الذكاء الجديد في التعليم على مستوى المدرسة والجامعة سواء في موضوع الترجمة أو البحث العلمي عن طريق الشابكة والتطورات اللاحقة في المناهج المدرسية من خلال رمز (QR) وغيرها من المجالات التي لم نحسن فيها الاستخدام حتى اليوم الذي ما زال فيه التسرع والشكلية سيّدي الموقف.
وتطرّق البخيت في سياق حديثه عن الاستعداد للثورة الجديدة والرهاب الحاسوبي إلى الآفاق الواسعة في هذا المجال المتمثلة في مساعدة الذكاء الاصطناعي المعلمين في التخفف من أعباء الأعمال غير التعليمية التي غالباً ما تستنزف قدراً لا يستهان به على حساب جوهر العملية التعليمية، وأتمتة معظم المهام العادية، وإتاحة حرية الحركة للمعلم في الوسائل التي يلجأ إليها ضمن ضوابط معروفة، والتعلم التفاعلي الذي يجعل التعلم بفعل الأدوات التكنولوجية أكثر تفاعليةً وتشويقاً باستخدام الألعاب والتطبيقات التفاعلية.
وأشار إلى أن نقص المحتوى العربي السليم على شبكة (الإنترنت)، وضعف الموارد المتاحة باللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي يبقى من أبرز عقبات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
ودعا إلى بناء استراتيجية عربية موحدة يتعاون فيها القطاعان العام والخاص والجامعات والمجامع تستفيد من التجارب باللغات الأخرى في هذا المجال مدعومةً بالتكيف وتعزيز الابتكار وفق احتياجات لغة الضاد، وتشكيل هيئة عربية تُعنى باللغة العربية والذكاء الاصطناعي، لإنشاء حاضنة للبحوث والإنجازات في هذا المجال، تستفيد من تجارب الآخرين، وتواكب هذا العالم الذي يكاد التطور فيه يكون يومياً.
وأحال البخيت إلى نتائج الدول العربية في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا-piza) إشارةً إلى خطورة ما نمر به في مجال التعليم.
وأوصى في نهاية حديثه بأن هناك حاجةً ماسة لإعادة النظر فيما يتصل بالتعليم عموماً وباللغة العربية بشكل خاص: قراءة، وكتابة، وفهماً؛ وفي التدريس وطرقه؛ وفي المعلمين وكفايتهم؛ وفي المنهج وملاءمته لمستويات الطلبة، ومتطلبات العصر، وعلى رأسها الحاسوب والذكاء الاصطناعي، وقيام جهة مركزية مختصة على مستوى العالم العربي والتفرّغ الكلي للبحث عن حلول لهذه الداهمة الوافدة علينا جميعًا.