جديد الموقع
الرئيسية / أخبار المجمع / منتدون يناقشون تدريس اللغة الثانية والتغذية الراجعة في تعليمها وتعلمها
منتدون يناقشون تدريس اللغة الثانية والتغذية الراجعة في تعليمها وتعلمها

منتدون يناقشون تدريس اللغة الثانية والتغذية الراجعة في تعليمها وتعلمها

عقد مجمع اللغة العربية الأردني، صباح اليوم الخميس السابع من تموز، ندوةً حواريةً وجاهيةً، حاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور محمود السلمان حول مضامين كتاب الأول (Language teaching in the linguistic landscape) “تدريس اللغة في سياقها الطبيعي”، والأستاذ عامر حميدات حول مضامين كتاب (The Cambridge Handbook Of Coorrective Feedback in Second Language Learning and Teaching) “التغذية التصحيحية الراجعة في تعلم اللغة الثانية وتعليمها”، وأدار الندوة عضوُ المجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران، بحضور معالي الرئيس الأستاذ الدكتور خالد الكركي، وعطوفة الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد السعودي، وعدد من الأعضاء العاملين، وجمهور من المفكرين والمهتمين.
واستهل بدران التقديم للندوة بالتأكيد على أهمية موضوعها، خاصة أنه تم تصنيف الأردن رقم (80) بين دول العالم بتعليم اللغة الإنجليزية، أما باللغة العربية فأشار إليه دليل فقر التعلم الذي تقدر نسبته (52%) في الأردن، وهو ما يعني أن طلبتنا يصلون سن العاشرة لا يتقنون القراءة والكتابة والاستيعاب، وأن كل مجتمع يعاني من فقر التعلم يفشل في عملية التعلم مستقبلاً، لذلك كانت مناقشة موضوع كيف تدرس اللغة الأجنبية مسألة بالغة الأهمية من الجانبين التربوي والتعليمي، وعلى الصعيد الآخر من الجانب التعلمي.
أوضح السلمان أنّ معظم النظريات المتعلقة بتدريس اللغات تنطلق من الدرس الأول الذي اقترحه تشومسكي. وهذا الدرس يمكن تلخيصه بأن الدماغ يحتوي على أداة تعلم اللغة، الموجودة في الجانب الأيسر من الدماغ، والدماغ يحتاج إلى مدخلات لغوية حتى يكون قادرًا على الكلام، وهذه المدخلات يجب أن تكون كافية. يلحقها فترة صمت، وبعدها تتبع بقدرته على الكلام. وأشار إلى أنه من هذه النظرية خرج المذهب التدريسي التقليدي الذي يركز على تدريس القواعد التي افترض أن المستمع للغة يخرجها من خلال ما استمع إليه، ثم تبعه المذهب الاتصالي، ثم وصل علماء التدريس إلى المذهب الذي اعتقدوا من خلاله أن المهارات الأربعة ستأخذ حقها من خلاله.
وتوقف عند سؤال مهم وحرج، ما زال أمراً لم يبحث كثيرًا إلى اليوم وهو: كيف من الممكن أن ندمج هذه الدراسات لهذه المشاهد اللغوية الطبيعية في مناهج تدريس اللغة ودروسها؟.
وأشار إلى أهم التطورات التي شهدتها عملية تدريس وتعلم اللغات في العقدين الأخيرين ضمن هذا المذهب التدريسي الحديث، وأبرزها: التغير، وتعود إلى بداية الدور الاجتماعي في فهم العلاقة بين هوية المتعلم وبين ما يشهده من تطور لغوي وحضاري في الصف وخارج الصف، دور المكان، الذي يؤثر على الممارسات التعليمية.
وخلص إلى أن استخدام المشاهد الطبيعية اللغوية المأخوذة من البيئة التي يتم فيها التدريس، يوسع مدارك المدرس والطلبة لما هو مستخدم، وهذا بدوره يعرف المدرس والطالب بالدور الحقيقي والمكانة الحقيقية للُغةٍ ما في منطقة معينة، وهذا يزيد معرفة المدرس عن الواقع اللغوي الاجتماعي، ويزيد فضول الطالب لرؤية المزيد من هذه الصور لكي يقوم بتفسيرها. وكل هذا يطور الاستخدام اللغوي من قبل الطالب والمدرس.
وتحدث حميدات عن إحدى الوسائل والطرق التي أدركها الممارسون اللغويون وتسهم في جذب انتباه المتعلمين إلى التركيز على الشكل في التدريس في الفصول الدراسية، وذلك من خلال التغذية التصحيحية الراجعة، التي يشير مفهومها إلى أي إشارة أو علامة حيث قد تبدو بشكل ما خاطئة أو مغلوطة في ألفاظ وأقوال المتعلم. وفي مؤلفات أبحاث اكتساب اللغة الثانية، تعرف أيضًا أنها دليل سلبي باعتبار أنها المعلومات حول ما لا يمكن عمله في لغة معينة.
وقال إن التغذية التصحيحية الراجعة كانت منذ وقت طويل موضعًا مثيرًا للجدل في حقول اكتساب اللغة الأولى والثانية. وإن بعض الباحثين قد زعموا بأنها ضرورية جدًّا وتساعد في اكتساب اللغة، في حين أكد آخرون أنه لا حاجة لها وأن لها تأثيرًا قليلاً في تطوير اللغة الثانية، وأشار إلى أنواع وأنماط التغذية التصحيحية الراجعة فيمكن أن تكون مكتوبة أو شفوية.
يذكر أن هذه الندوة جاءت استكمالاً لمشروع الندوات العلمية الذي أطلقه المجمع، بإشراف لجنة المصطلحات والعلوم الإنسانية، بالشراكة مع عدد من الأساتذة المتخصصين لدراسة مجموعة من المراجع الأجنبية المهمة واستنباط أساليب تعليم اللغة التي تتضمنها والإفادة منها في تعليم اللغة العربية.