

















انطلقت يوم الأربعاء الموافق السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2023م، فعاليات المؤتمر السنوي للمجمع، تحت عنوان: “المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة واسعة من اللغويين والحاسوبيين والباحثين وأساتذة الجامعات محلياً وعربياً وعالمياً، وحضور جمهور من المفكرين والمهتمين.
وجاء اختيار موضوع المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي؛ نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات، وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تنبه المجمع إلى هذا العصر الجديد؛ فألف في عام 2009م، لجنة دائمة فيه أسماها “لجنة اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات”، وأصدر في عام 2019 بالاشتراك مع “اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة” دليل أبحاث حوسبة اللغة العربية، وحرص أن تتضمن مواسمه الثقافية أوراقاً وموضوعات تتصل بهذا المجال، واستخدم الحاسوب في أعماله الإدارية وأنشطته العلمية؛ لتطوير الدراسات والبحوث اللغوية والمضي قدماً في نقل اللغة العربية نقلة نوعية تجاري ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقد افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، جاء فيها: “من ميزات الحضارة العربية الإسلامية أنها استوعبت كل الحضارات التي وصلت إليها مباشرةً، خاصةً عن طريق الترجمة، فأخذت ما يتفق مع العقيدة وعزلت ما لا يتوافق معها، وهذه السمة لم تجعلها تأخذ موقفًا عدائيًا تجاه الحضارات والثقافات الأخرى، حتى في ما يسمى بالفِرق سواءً كانت دينية أو غير ذلك، وقد عبّر عنها المؤرّخ بكتب الفرق المعروفة التي تُقرّ بفضل من سبق وبما قدّمه المسلمون، إضافةً لهذه المعارف في رحلة المخطوط العربي ليس في أوروبا فقط بل في كل أنحاء المعمورة.
وأضاف قائلًا: “إننا في هذا المجمع نواجه أمرًا خطيرًا إن لم نكن قادرين على التعامل معه؛ فالبيئة في العالم العربي تعاني بعضًا من التداخل والخلط والفوضى بحاجة إلى تنقية جديدة، وأن نعترف بأننا لا نستطيع أن نتجنب ما هو وافد علينا سواء ذكاء اصطناعي أو سيبراني أو ما إلى ذلك؛ لأن هذا أمر أصبح محسوبًا ونحن لسنا خارج الزمان والمكان. وأكّد على أننا بحاجة ماسة لأن نفيد من قدرة اللغة العربية على الاشتقاق والدمج، وإذا اقتضى الأمر العودة إلى مخزون العامية لنفيد منه في بناء المصطلحات الجديدة.
وأوضح الأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدايات تطور تكنولوجيا المعلومات الرقمية في العالم بكلمة ألقاها أمام الحضور، جاء فيها: “مع بداية القرن الواحد والعشرين، ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات الرقمية، والتقدم المتواصل العظيم في عتاد هذه التكنولوجيا وبرمجياتها علت أصوات من مختصين وغيرهم بالتطوير؛ اعتمادًا على هذا التقدم التكنولوجي، وقد وجدت تجاوبًا من عدة جهات في مجامع اللغة العربية، وبعض أقسام اللغة العربية وأمثالها في الجامعات، ولدى كثير من المؤسسات العامة والخاصة.
ولفت إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي ظهر سنة 1954م، وتطوّر بطريقة فاقت حدّ الخيال، وقد حفلت كتب الخيال العلمي وأفلامه بمخلوق آلي حلّ محل الإنسان الطبيعي في كل شيء حتى في التفكير المستقل واتخاذ القرار، وما إلى ذلك.
ثم أضاف قائلًا: “في هذه المرحلة رأينا الاستعانة بخبراء زملاء من الجامعات والقطاع الخاص، ووصلنا إلى بلورة المشروع في مؤتمر… ووضعنا أهدافه، وحددنا محاوره، واستكتبنا عددًا من أهل الاختصاص من داخل الأردن وخارجه للمساهمة الفعالة في هذا المؤتمر الذي سيكون باكورة سلسلة مؤتمرات في هذا الموضوع المهم”.
وفي الجلسة العلمية الأولى التي حملت عنوان: “دور اللغويين في اللغة العربية والذكاء الاصطناعي”، التي أدارها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور أحمد حياصات، جاء عرضٌ لأربعة أبحاث: الأول بعنوان: “الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة”، وتحدث فيه عضو المجمع الدكتور جعفر عبابنة، والأستاذ مأمون حطاب، من دار حوسبة النص العربي، والثاني “تحديات استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي”، للأستاذ الدكتور محمد زكي خضر في الجامعة الأردنية، والرابع “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية: مراجعة أدبية”، الذي تحدثت فيه الدكتورة زهر الساعي من جامعة الزيتونة.
وحول موضوع “الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة” قال الدكتور جعفر عبابنة: “إن اللغة ظاهرة إنسانية ذات نظام معقد، وليست مسألة إجرائية بسيطة، بل هي نتيجة عملية إدراكية تبدأ منذ أن تكون الرسالة فكرة في الذهن، وتنتهي حينما تتحقق الفكرة حسيًا في عالم الواقع في جملة أو عبارة نص أوسع”.
وأضاف الأستاذ حطاب: “إن اللغة هي الظاهرة الإنسانية التي يتجلى بها الذكاء البشري، ولكن منذ أن أصبح نظام (chat GPT) متاحًا للمستخدمين عبر العالم، فقد أوجد أداؤه الذي يظهر سلوكًا ذكيًا بصورة ليس لها مثيل الانطباع بأنه يفهم اللغة.
وتابع قوله: “عندما نشير إلى الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة، فغالبًا ما يتعلق الأمر بقدرة الآلة على معالجة واستخلاص المعنى من اللغة، استنادًا إلى قواعد محددة مسبقًا، أو إلى أنماط إحصائية. أما الفهم البشري فهو تفصيلي وبدهي وعميق، وهو فهم شامل للعالم يتمثل في هياكل وعمليات عقلية لا تتوفر مقابلات لها حتى الآن في النماذج اللغوية”.
وعرض الدكتور خضر في بحثه أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، بقوله: “تتوزع التحديات في استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي على عدد من الجوانب، وهي على النحو الآتي: تحدي الكتابة الإملائية والتشكيل، وتحدي النحو والصرف، وتحدي الفهم الآلي، وتحدي التعبير والبلاغة، وتحدي فهم الكلام وسلامة النطق والكلام. وأضاف: “سيتضمن البحث إجراء تجارب لأمثلة تعكس استجابة بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي لجوانب من هذه التحديات، ومن ثم تقديم بعض المؤشرات والمقترحات بشأن الخطوات المستقبلية اللازمة لتحسين تعامل تلك البرمجيات مع اللغة العربية بشكل أفضل مما هو عليه الحال في الوقت الحاضر.
وبيّنت الدكتورة الساعي في بحثها: “أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع أصبح الذكاء الاصطناعي لا غنًى عنه في مختلف المجالات، ولا سيما في تحسين وتعزيز اللغة العربية، حيث يشهد العالم اليوم توجهًا متزايدًا نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات متنوعة تسهم في تعزيز استخدامنا للغة العربية التي تعتبر لغة ذات أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة.
وأضافت: “ترتكز أهمية هذه الورقة على فهم كيفية أن يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحدث تحولاً جذريًا في تطوير وتحسين اللغة العربية. حيث تهدف هذه المراجعة الأدبية إلى استكشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية، مع التركيز على استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية وتقنيات التعلم الآلي.
وأكدت على: “أن هذا البحث يسعى إلى تحديد وفهم التحديات التي تواجه هذا النوع من التقنيات عند تطبيقها على اللغة العربية، وكيف يمكن التغلب على هذه التحديات بفعالية تعزيز اللغة العربية.
واشتملت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة زهر الساعي في مصطلحات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية مناقشةً لأربعة أبحاث: الأول “المدونة اللغوية المحوسبة: معجم القاموس المحيط للفيروز أبادي أنموذجًا- للدكتور حسن مظفر الرزو- من المعهد العالي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في أمريكا، والثاني “التحليل الآلي للمشاعر والنصوص الأدبية، للدكتور صديق بسو من جامعة فرحات عباس(الجزائر)، والثالث “التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق” للدكتور محمد أبو شريعة من الجامعة الأردنية، والرابع “التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى لذوي الاضطرابات الصوتية” للدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة.
وعرض الباحث العراقي الدكتور حسن مظفر الرزو من المعهد العالمي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية عبر (زووم) ورقته بـقوله: “تعد المدوّنات اللغوية المحوسبة (Computational Corpus) من الموارد الخصبة التي يمكن أن تستمد منها المعالجات المحوسبة الكثير من الموارد على صعيد تعميق الفهم الآلي في المستويات الصرفية، والنحوية، والدلالية، كما تشكل في الوقت ذاته مادة ثرية بشبكة المفاهيم التي تستمد من الذخيرة اللغوية موردها في تشكيل منطق مفاهيم محوسب تسترشد به المعالجات المحوسبة بمختلف مستوياتها”.
وأضاف: “يهدف هذا البحث الى استثمار الذخيرة اللغوية الثرية التي قد استودعها الفيروز آبادي في معجمه اللغوي ذائع الصيت “البحر المحيط” لتوليد مدوّنة محوسبة عن طريق سلسلة من معالجات اللغة الطبيعية التي ستمارس فيها عمليات حراثة المفردات والوحدات اللغوية في معجم البحر المحيط، على التوالي مع التحليل الصرفي والنحوي لمادة المعجم، ومحاولة الكشف عن بعض مجالات التحليل الدلالي للمفردات، وتجميعها في فضاء محوسب يمكن أن تمارس عليه المزيد من عمليات التنقيب والتثوير اللغوي لإنتاج ذخيرة لغوية يمكن استثمارها في دعم معالجات الذكاء التوليدي التي رسّخت حضورها في الفضاء المعرفي المعاصر”.
وفي الجلسة ذاتها عرض الدكتور صديق بسو مراحل جمع وبناء مجموعة كبيرة من التعليقات العربية، وشرح التقنيات المستخدمة في تنظيف ومعالجة البيانات المجمعة، فيها، وصنّف الشعور إلى ثلاث فئات رئيسة: إيجابي، وسلبي، ومحايد، وقام بدراسة ست خوارزميات لتصنيف النصوص، وهي: نايف بايز، آلات دعم المتجهات، الغابات العشوائية، الانحدار اللوجستي، متعدد الطبقات، وخوارزم أقرب الجيران”.
ولفت الدكتور محمد أبو شريعة في ورقته المعنونة بـ: “التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق” إلى أن من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي هي تقنية التعرف الآلي على الكلام التي تقوم على تحويل الكلام المنطوق والمحكي إلى سلسلة نصوص مكتوبة في اللغة ذات الاهتمام.
وقدم أبو شريعة شرحًا تفصيليًا لخطوات تصميم وتطوير وتقييم نظام التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى ومكوناته باستخدام طرق متنوعة كنموذج ماركوف المخفي الإحصائي”.
واختُتمت الجلسة الثانية بورقة الدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة، متحدثةً فيها عن الذخائر النصية المتوفرة للاضطرابات الصوتية والذخيرة النصية والصوتية التي وظفتها في ورقتها البحثية، والقاموس اللفظي الذي جرى تطويره في دراسات عديدة.
وقد افتتحت الجلسة الأولى في اليوم الثاني من المؤتمر التي حملت عنوان: “التحديات والفرص في استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية وبناء النظم التعليمية المبتكرة”، بإدارة الأستاذ مأمون حطاب بعرضٍ لخمسة أبحاث: الأول بعنوان: “الذكاء الاصطناعي في تطوير تطبيقات اللغة العربية: تحديات وحلول”، للأستاذ الدكتور محمد عطير من كلية الخوارزمي التقنية، والثاني: “اللغة العربية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات وآفاق للمستقبل”، للدكتور أنس الهناندة من جامعة عمان العربية، والثالث: “البعد اللساني الهندسي في حوسبة اللغة العربية في ضوء الذكاء الاصطناعي”، للأستاذ الدكتور عمر مهديوي من جامعة مولاي إسماعيل في المملكة المغربية والدكتور محمد أبو شقير من جامعة جرش، والرابع: “التحليل الصرفي لنصوص اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي: القواعد والمعايير والموارد اللغوية والتقنيات الحديثة”، للدكتور مجدي صوالحة والدكتور عبدالله شديفات من الجامعة الأردنية، والخامس: “مجذع لغوي عربي خفيف ذكي مبني على خوارزميات اللغات الطبيعية والذكاء الاصطناعي”، للدكتور رعد محمد علي الخطيب من جامعة اليرموك والدكتور محمد أبو شقير من جامعة جرش والدكتور عمر مهديوي من حامعة مولاي إسماعيل.
وتحدث الأستاذ عطير في ورقته البحثية المعنونة بـ: “الذكاء الاصطناعي في تطوير تطبيقات اللغة العربية: تحديات وحلول”، عن التحديات التي تواجهها تطبيقات اللغة العربية، وأجملها في عدة نقاط، وهي: محدودية البيانات المتاحة للتدريب والتعلم، وتنوع القواعد النحوية والصرفية للغة العربية، وصعوبة فهم النصوص العربية المكتوبة بخط اليد.
وأضاف مقترحًا بعض الحلول تتمثل التي في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي جديدة وجمع مجموعات بيانات أكبر، وتوفير الدعم المالي للباحثين والشركات العاملة في هذا المجال.
أمّا الدكتور الهناندة فقد بيّن في ورقته البحثية أن الانتشار الواسع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي خلق فرصاً وتحديات فريدة للمجال اللغوي الواسع للغة العربية وإمكانية توظيف هذه التطبيقات في تعلم اللغة العربية وتوليدها وتدقيقها.
وتابع حديثه قائلًا: “يسلط هذا البحث الضوء على العلاقة بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، بما في ذلك من استعراضٍ للأبحاث التي نشرت في هذا المجال للتعرف على واقع استخدام هذه التطبيقات ومدى نجاعتها في خدمة اللغة العربية، والفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغة العربية وخدمتها من حيث استخدامات نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة التي تهدف إلى فهم المحتوى وتدقيقه”.
وأشار الدكتور عمر المهديوي من المملكة المغربية في الورقة البحثية التي قدمها بمشاركة الأستاذ الدكتور محمد أبو شقير من جامعة جرش الأهلية إلى أن بعض الباحثين يعتقد خطأً أن دور اللساني في المعالجة الآلية للغات الطبيعية يبقى غير ضروري وملزم، في حين نحن نثبت العكس.
موضّحا الأمر بقوله: “لقد تأكد لنا ذلك من خلال اختبار العديد من التطبيقات اللسانية التي غاب فيها البعد اللساني الهندسي، مما جعلها عديمة الجدوى وغير قادرة على فهم اللغة العربية توليدًا وتحليلًا، الشيء الذي دفعنا إلى طرح فرضية عامة تؤطر أعمالنا قوامها لاغنًى للمهندس عن اللساني، فهو المدخل والمفتاح السحري لنجاح أي عمل لساني هندسي في ضوء الذكاء الاصطناعي. وبيّن من خلال ورقته حدود التقاطع بين اللساني والمهندس في المعالجة الهندسية للغة العربية”.
وبيّن الدكتور صوالحة في الورقة البحثية التي عنونها بـ:”التحليل الصرفي لنصوص اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي: القواعد والمعايير والموارد اللغوية والتقنيات الحديثة الحديث”، أن للتحليل الصرفي العديد من التطبيقات في معالجة اللغة المكتوبة والمنطوقة. حيث يعتبر الأساس الذي تعتمد عليه العديد من تطبيقات معالجة اللغات الطبيعية؛ كأنظمة استرجاع المعلومات، وتصنيف النصوص، والتشكيل الآلي، والتدقيق الإملائي، وبناء المعاجم، والترجمة الآلية، وبرامج الحوار وغيرها.
ولفت إلى أن “التحليل الصرفي يوفر معلومات مهمة لتطبيقات تمييز أقسام الكلام داخل سياقه، وكذلك تعتمد أنظمة الترجمة الآلية على المعلومات التفصيلية الدقيقة التي تقدمها المحللات الصرفية لإنتاج ترجمة صحيحة للجمل المدخلة”.
وعرض الدكتور الخطيب من جامعة اليرموك في البحث المشترك مع الدكتور أبو شقير والدكتور مهديوي، خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وقواعد البيانات المستخدمة بالتقييم، واشتقاق الأفعال العربية، والنتائج والمقارنات، مستشهدًا بالأمثلة التوضيحية الداعمة لها.
وفي الجلسة العلمية الثانية، المعنونة بـ: “الأخلاقيات والتحديات الاجتماعية لتطبيقات اللغة العربية والذكاء الاصطناعي” التي أدارها عضو المجمع الأستاذ الدكتور همام غصيب، تم تقديم ثلاثة أبحاث: الأول بعنوان: “خواطر حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأردن، في الأخلاقيات والتعليم”، لعضو المجمع الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير، والثاني: “التحديات الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ووسائل علاجها لخدمة اللغة العربية”، للأستاذ الدكتور ياسر محمد الطرشاني من جامعة المدينة العالمية في ماليزيا، والثالث: “ضوابط وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في ترجمة العقود القانونية باللغة العربية”، للدكتور جلال الكايد من جامعة عمان
العربية.
وتحدث الدكتور نصير في ورقته البحثية المعنونة بـ: “خواطر حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأردن، في الأخلاقيات والتعليم”،عن ربوطات الذكاء الاصطناعي قائلًا: “هي من آخر ابتكارات العقل البشري وأكثرها تحدياً بالنسبة إلى ما استغل من تطبيقاته الكثيرة حتى الآن، وهي لا حدّ لها، ولا يمكن أن تتوقف إلا عندما يتوقف الإبداع البشري، وهذا مستحيل.
وأضاف قائلًا: “إن هذا الاندفاع هو سلاح ذو حدين: إما أن يكون لخير البشرية، أو يكون سلاحاً فتاكاً في يد أعدائها”. مؤكّدًا على أننا: “نستطيع أن نستشف الحاجة الماسة إلى تشريعات محلية ودولية لضبط هذه التطبيقات، التي أدركت الحكومة الأردنية أهمية وجودها، فأصدرت مؤخراً “الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي”.
وحول موضوع “الأخلاقيات الاجتماعية لتطبيقات اللغة العربية” قسّم الدكتور الطرشاني بحثه إلى تمهيد ومبحثين، حيث جاء التمهيد حول مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية، وجاء المبحث الأول: التحديات الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أما المبحث الثاني فهو في وسائل علاج التحديات الأخلاقية لخدمة اللغة العربية في ضوء مقاصد الشريعة.
وأضاف مستعرضًا عددًا من النتائج التي توصل إليها البحث، ومنها: ” أهمية التعاون على مواجهة هذه التحديات من خلال تفعيل مقاصد الشريعة الإسلامية بما يساعد على خدمة اللغة العربية، والتعاون بين اللغويين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي بما يساعد على إنتاج برامج ذكية تكون في خدمة اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.
وعرض الدكتور جلال حسين الكايد أستاذ القانون الجزائي من كلية القانون في جامعة عمان العربية ورقته البحثية المعنونة بـ: “الضوابط القانونية والأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة” مؤكدًا فيها على ضرورة: ” تطوير القواعد القانونية خاصة بعد أن أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي، من ضمن ضرورات الحياة الحديثة، حيث تتمتع بقدرات التسيير الذاتي والتفاعل مع محيطها الخارجي.
وقال: “إن التطور التكنولوجي في مجال أنظمة تقنيات الذكاء الاصطناعي، له تأثير على تصرفات الإنسان، وهو ما يدفعنا في هذه الدراسة، إلى البحث في الإشكاليات القانونية الناتجة عن تصرفات الذكاء الاصطناعي التي قد لا يربطها أخلاق، وغير منضبطة وفق أسس أدبية وأخلاقية.
واختُتم المؤتمر بتلاوة الدكتور جعفر عبابنة لأهم التوصيات الصادرة عن المؤتمر، وهي:

![]() أ.د. سعيد التل ١٩٧٦/٩/٥م |
![]() أ.د عبدالمجيد نصير ١٩٨١/٨/٩م |
![]() أ.د همام غصيب ١٩٨٤/١١/١٨م |
![]() أ.د إبراهيم بدران (نائب رئيس المجمع) ١٩٨٤/١٢/٢٥م |
|---|---|---|---|
![]() أ.د عيد دحيات ١٩٩٩/٥/٨م |
![]() أ.د محمد عدنان البخيت(رئيس المجمع) ١٩٩٩/٥/٨ م |
![]() أ.د عبدالجليل عبدالمهدي ١٩٩٩/٥/٨م |
![]() أ.د. خالد الكركي ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. سرى العيش ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. يوسف بكار ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. سمير استيتية ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. محمد حور ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. فتحي ملكاوي ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. سمير الدروبي ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. جعفر عبابنة ٢٠٠٦/٧/٣م |
![]() أ.د. محمود السرطاوي ٢٠١٧/٩/١٧م |
![]() أ.د. كامل العجلوني ٢٠١٧/٩/١٧م |
![]() أ.د. محمد عصفور ٢٠١٧/٩/١٧م |
![]() أ.د. علي محافظة ٢٠١٩/٢/٢٤م |
![]() أ.د. موسى الناظر ٢٠١٩/٢/٢٤م |
![]() أ.د. إبراهيم السعافين ٢٠٢١/٦/١٣م |
![]() أ.د. عبدالفتاح الحموز ٢٠٢١/٦/١٣م |
![]() أ.د. محمد السعودي ٢٠٢١/٦/١٣م |
![]() أ.د. فايز القيسي ٢٠٢٥/٨/٢٤م |
![]() أ.د. زياد الزعبي ٢٠٢٥/٩/٢١م |
![]() أ. مأمون الحطاب ٢٠٢٥/٩/٢١م |
وقد توفي من أعضاء المجمع العاملين خلال مسيرته الزملاء المرحومون:






تحت عنوان “القدس في الشعر العربي الحديث” انطلقت يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى عام 1445هـ، الموافق للثاني عشر من كانون الأول 2023م، فعاليات الموسم الثقافي الواحد والأربعين، الذي افتتح بكلمة خاصة لرئيس المجمع، جاء فيها:”يشرفني في هذه اللحظة التي ترتقي فيها أرواح الشهداء إلى بارئها من غزة ومن القدس، ومن كل مدن فلسطين وبلداتها، أن أنحنيَ تحية إجلال وإكبار لهؤلاء الشهداء الذين التحقوا ببارئهم نيابةً عن الأمة في زمن عنجهية الاحتلال وغطرسته وإصراره على محو الشخصية التاريخية والدينية لمدينة القدس مدينة السلام ومدينة المحشر والمنشر”.
وتابع حديثه حول القدس: “إن الدراسات الجامعية التي أعدت حول منزلة القدس في الأدب والشعر العربي الحديث جاءت لتقول لنا أن الأشعار التي قيلت فيها لا ترقى إلى مقام مدينة السلام التي هي في وجداننا جميعًا، أو كما يقول الشيخ مهدي شمس الدين -رحمه الله -: “القدس في الضمير”.
وتساءل: “هل خذلت القريحة الشعرية لدى العرب القدس، ولم يرقَ شعرها إلى مستوى المعراج وصلاة الرسول بالرسل في القدس، أليس هناك من صوفي يطير بنا بشعره إلى سدرة المنتهى؟ لماذا غاب الألق وكتم الإملاق على أنفاس الشعراء”.
وختم بالأمل المشرق في النصر والتحرير القادم لا محالة: “لن أقنط أبدًا، بل سأفزع بنفسي إلى سعيد عقل والأخوين رحباني والسيدة فيروز؛ لأدخل برفقتهم مدينة القدس، وأصلي هناك في المسجد الأقصى”.
وقد تضمنت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور علي محافظة، عرضًا لثلاثة أبحاث: الأول بعنوان “القدس المكان والرمز”، قدمه عضو المجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، والثاني بعنوان “صورة (القدس) في شعر أحمد مطلوب”، قدمه الأستاذ الدكتور محمد العاني من المجمع العلمي العراقي، والثالث بعنوان “القدس في الشعر المعاصر، تأملات في عبقرية المكان أم في سرة الكون”، قدمه الأستاذ الدكتور زياد الزعبي، أستاذ النقد الأدبي في جامعة اليرموك.
وتحدث الدكتور السعافين في بحثه عن مكانة القدس الدينية والقومية في نفوس المسلمين والعرب، وأهميتها الأدبية والفنية من حيث رمزيتها من جانب، وطبيعة المكان وثراؤه من جانب آخر، مستعرضًا عددًا من الأماكن العريقة فيها، بما تحمله من حكايا نابضة بالحب والحياة، واصفًا الحالة المزرية التي آلت إليها بعد أن دنستها أيدي الاحتلال الغاشم.
وأشار الدكتور محمد العاني في بحثه عن توظيف الصورة الشعرية التي ترتبط بالقِيَمِ النّبيلةِ في شعر اللغوي أحمد مطلوب، وعن صورة القدس التي تكشف عن الأصالةِ المرتبطةِ بالجودة والإحكامِ والانتماءِ إلى الماءِ والأرضِ والطّين، فهوَ الّذي عُرفَ بانتمائِهِ لقضايا العروبةِ التي تشكّلتْ في شِعره بطريقة خاصّة.
وبيّن الدكتور زياد الزعبي أن ما سعى إليه في بحثه هو قراءة حضور القدس في الشعر العربي المعاصر، وتأمل صور هذا الحضور معتمدًا على المادة الواسعة التي جمعها وعالجها الدكتور محمد حور في كتابه: “تجليات القدس في الشعر المعاصر”، إضافةً إلى إيراد صور القدس في الشعر بأبعاده المعرفية والإنشائية والدينية التي برزت فيه أو غابت عنه.
وتضمنت الجلسة الثانية التي ترأسها عضو المجمع الأستاذ الدكتور محمد عصفور، عرضًا لثلاثة أبحاث: الأول قدمه عضو المجمع الأستاذ الدكتور محمد حور، بعنوان “صور القدس في شعر المرأة”، والثاني قدمه الأستاذ الدكتور زهير عبيدات من الجامعة الهاشمية، بعنوان “القدس والأقصى في شعر أيمن العتوم”، والثالث قدمه الأستاذ الدكتور نارت قاخون من جامعة آل البيت، بعنوان “مريد البرغوثي والتعب المقدسي- دراسة في الاستعارة المتعبة”.
وأشار الدكتور محمد حور في بحثه إلى دور المرأة الفلسطينية في النضال والدفاع عن وطنها المغتصب عامة، وفي بكائها على مدينتها المقدسة “القدس” خاصةً، مستعرضًا عددًا من النساء اللواتي ضربن أروع الأمثلة ووظّفن أشعارهن في خدمة مدينتهن القدس، من أمثال: مي صايغ، وعائشة الخواجا، وكلثوم عرابي، ونبيلة الخطيب، وشهلا الكيالي…وغيرهن، ملقيًا الضوء على أبرز خصائص أشعارهن الموضوعية والفنية.
وتحدث الدكتور العبيدات في بحثه عن صورة الأماكن المقدّسة في مدينة القدس، في شعر أيمن العتوم، وماهيّة هذه الصورة ومرجعيّاتها وعلاقتها بالإنسان وموقفه منها، مع توضيح مفهوم المكان ودوره وسلطته وتوظيفه في الصراع مع الاحتلال وقدرته على تحويله إلى خطاب تعبير عن القضية الفلسطينية وعن الواقع العربي المعاصر، وعلاقة الإنسان بالمكان، وموضوع الهويّة والانتماء، والتقنيات الفنية واللغوية التي استخدمها الشاعر في قصائده.
وأورد الدكتور قاخون في بحثه مظاهر التّعب التّخييليّ، والإعياء التّصويريّ، المعبّر عنه بـ”الاستعارة المتعبة”، الّتي يقترحها الباحث نوعاً من الاستعارات النّفسيّة المعرفيّة في نماذج من شعر مريد البرغوثيّ، ونثره، حيث تظهر “القدس” في استعارات إدراكيّة تعبّر عن تعب وإعياء يتجلّى في بناء الاستعارات، وفضاءات مِنوالها الاستعاريّ، وأنّ هذا التّعب في الاستعارة يفتح آفاقاً جديدة في تأويل الاستعارة، وإدراك مآلاتها في بنية النّصّ نفسه.
وخرج الموسم بجملة من التوصيات، أهمها:
<1. ضرورة الالتفات إلى مكانة القدس، بوصفها مولِّداً للأدبية بمفهومها المعاصر، لذلك يوصى بدراسة (أدَبيّة توظيف القدس في الشعر العربي المعاصر)، وتخصيص دراساتٍ جامعيةٍ متقدمة، تُعنى بالأعمال الأدبية التي اتخذت من القدس ومتعلقاتها موضوعاً لها.
2. تشكيل معرفةٍ بالقدس ومكانتها في تاريخ العرب والإسلام، وذلك بعقدِ ندواتٍ سنويةٍ تبرر موقعها في صراعنا مع الأجنبي، ومنزلتها في الوجدان الأدبيّ العربي.
3. جمعُ الأشعار التي قيلت في القدس في العصر الحديث، وحفظها في دواوين أو تسجيلات صوتية، لتكون في متناول الباحثين، لأهميتها الموضوعية والفنيّة.
4. ترجمة الأشعار التي قيلت في القدس ترجمةً أدبية عالية، إلى لغات عالميةٍ عدَّة لتكوين رأي عام متعاطف مع القضية العربية.
5. انتقاءُ بعض الأعمال الشعرية الخاصة بالقدس، وإنشاؤها بأسلوب مسرحيّ، في الأنشطة المدرسية اللامنهجية، واحتفالات المدارس في المناسبات القومية، إذكاءً للروح الوطنية.
6. جَعْلُ بعض الأعمال الشعرية الخاصة بالقدس مادة للمباراة في الحفظ وإتقان مهارات الإلقاء، أو التدرب السمعيّ على أوزان العروض في الأنشطة المدرسية المساندة.
7. تتبُّع الشعراء والأدباء الذين لهم عناية بالقدس، والإفادة من أعمالهم الإبداعية في الإعلام المرئي الهادف.
8. الاعتناء بكل ما يصدر من شعرٍ رصين جديرٍ بالقراءة والحفظ، عن القدس وكُلِّ بُقعةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ مأزومة، وجعله جُزءاً من النصوص التي يُدار عليها الدرس اللغوي، في الوحدات الدراسية، في المناهج المدرسية والجامعية، وبيان ما فيه من قيمٍ إنسانيةٍ وجماليةٍ وفكرية.
9. إعادةُ الأبعاد المقاومة إلى مفاهيم الثقافة والمثقَّف، والأدبِ والأديب.
10. استنطاق المكنونِ العربيِّ النقديّ، وتكثيف البحث المعرفيّ الكامن في الخبرة اللغوية العربية من بلاغيةٍ وفلسفيةٍ وكلاميةٍ وتأصيلية، للوصول إلى نظرياتٍ نقدية عربيةٍ موضوعية، لا تكون انعكاساً ثابتاً للنموذج الغربيّ.


مجمع اللغة العربية الاردني