جديد الموقع
الرئيسية / مبررات تعريب التعليم العلمي الجامعي

مبررات تعريب التعليم العلمي الجامعي

انطلاقاً من إيمان مجمع اللغة العربية الأردني بأن تعريب التعليم العلمي الجامعي ضرورة حتمية وقومية يفرضها على أمتنا ما تتعرض له من غزو ثقافي، فقد رأى مجمع اللغة العربية الأردني أن يتبنى -في ضوء إمكاناته المادية المحدودة- مشروعاً محدداً في مجال تعريب التعليم العلمي الجامعي. ويشتمل هذا المشروع على ترجمة جميع الكتب العلمية التي تدرس في كلية العلوم في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك، واختار كلية العلوم، لأنها الكلية الأساس التي تقوم حولها جميع كليات العلوم التطبيقية، مثل الطب والصيدلة والهندسة والزراعة …إلخ.

والمجمع يدرك أن هذا المشروع هو مشروع حيوي، تقتضيه طبيعة العصر، والتغييرات المتسارعة في مجال العلوم والتقنيات الحديثة، كما تفرضه المواطنة الصادقة، والانتماء المخلص، والوعي الحضاري، والاعتزاز بمنجزات السلف في شتى ميادين المعرفة، وتمليه النهضة الفكرية، وتعدد مصادر المعرفة، واختلاف منابعها، والغيرة على شخصية الأمة، والنهوض بها من أجل اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، والمشاركة فيها بشكل مبدع وفعال.

كما أن المجمع يؤمن بأن قضية تعريب التعليم العلمي الجامعي ضرورة حتمية ذات فوائد جمة على المستوى العلمي والقومي. ونتائجها ذات أثر بعيد في مسيرة الوطن العربي الحضارية والعلم من أهم مبررات هذا المشروع القومي النبيل الآتي:

  1. تمثل اللغة العربية الركيزة الأساسية في تحديد هوية أمتنا العربية وشخصيتها؛ ولذا فإن تدريس العلوم باللغة العربية يؤدي إلى زيادة الاعتزاز بلغتنا وتراثنا العلمي والفكري.
  2. إغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية الحديثة وبالمفردات الجديدة، وتطويرها لمسايرة روح العصر.
  3. توحيد المصطلحات العلمية والتقنية والمهنية في مؤسساتنا العلمية والتعليمية على مستوى الوطن العربي، مما يساعد في إيجاد لغة علمية موحدة في وطننا العربي.
  4. إن تدريس العلوم باللغة العربية في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية الأخرى يؤدي إلى تعميق الفكر العلمي، وبالتالي إلى الإبداع والابتكار، وإلى ازدهار الحركة العلمية تأليفاً وترجمة ونشراً.
  5. إن تعدد مصادر المعرفة والعلم في العالم يفرض علينا أن ندرس هذه العلوم باللغة العربية الفصيحة، لغة العروبة والإسلام. فهي اللغة الأم، وهي اللغة التي توحد جميع أقطار العروبة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، بروابطها العقائدية والوجدانية واللسانية.
  6. توثيق الصلة بين المعطيات الحضارية لهذه الأمة في الماضي والحاضر، للوصول إلى مستقبل زاهر مشرف، وتعميق أصالة الانتماء إلى الأمة العربية، والإيمان الصادق بقدرتها على العطاء والإبداع ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بلغتها القومية.
  7. إن اللغة العربية، بما حباها الله من خصائص ومميزات، وبما لها من مكانة سامية باعتبارها لغة القرآن الكريم، وبما لديها من تجربة تاريخية، قادرة على استيعاب ما يجد من تطورات حضارية وعلمية. وقد تناسى المغرضون دورها التاريخي ، وأنها كانت لغة العلم والحضارة لفترات طويلة من تاريخ الإنسانية، ولم تتراجع عن هذا الدور إلا بتراجع الأمة العربية وضعفها.
  8. إن تعريب التعليم العلمي الجامعي يؤدي إلى تنشيط حركة الترجمة والتأليف والنشر باللغة العربية، مما يؤدي أيضاً إلى تنمية المهارات الفنية العربية في مجال الطباعة، وتوفير مبالغ طائلة تذهب إلى الأسواق الأجنبية، وبالتالي فإنه يؤدي إلى زيادة الدخل القومي في الوطن العربي.
  9. إغناء الخزانة العربية بالمصادر والمراجع العلمية في مختلف التخصصات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.