زيارة وفد من “أكاديمية إسطنبول” التركية المتخصصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى المجمع وإذاعته
أرشيف شهر: يونيو 2025
جانب من الجلسة الثانية من فعاليات الموسم الثقافي الثالث والأربعين للمجمع لعام ٢٠٢٥م
عقد مجمع اللغة العربية الأردني في مقره، صباح اليوم الثلاثاء الموافق للرابع والعشرين من شهر حزيران لعام 2025م، ثاني جلسات موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، التي ترأسها عضو المجمع الأستاذ الدكتور محمد السعودي، وتضمنت الجلسة محاضرة علميةً للأستاذ الدكتور جمال مقابلة، أستاذ الأدب العربي الحديث ونقده في الجامعة الهاشمية، بعنوان: “الإسراء والمعراج وقلق التأثّر”، قدّم فيها قراءة جديدة لحادثة الإسراء والمعراج وتفاعلها الثقافي (تأثّرًا وتأثيرًا) مع الأدب الإنساني أو العالمي بفنونه المتعددة عبر العصور، من منظور (هارولد بلوم)، في نظريته الشهيرة: (قلق التأثّر).
رحّب رئيس الجلسة الدكتور السعودي برئيس المجمع والأساتذة الأعضاء، والحضور الكريم، وأشاد بالدكتور المقابلة بوصفه صاحب البحوث المتأملة في النصوص التي يجمعها دائمًا خيط واحد وهو إنتاج الفكرة الجديدة.
تناولت المحاضرة أبعاد الحادثة النبوية في النثر العربي القديم والحديث، وأثرها في التراثين الإسلامي والغربي، حيث عرض مقابلة نماذج أدبية متعدّدة تأثّرت بفكرة المعراج كرحلة روحية وفكرية، ومنها أعمال: المعرّي، وابن عربي، والعطار، ومحمد إقبال، ودانتي، وجون ملتون، وغوته، وهرمان هيسه، وغيرهم، وصولًا إلى نماذج من الروايات العربية الحديثة منها: رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ وكتاب التجليات لجمال الغيطاني وسيرة المشتهى لواسيني الأعرج وفتنة الغفران لحمود الشايجي ورواية (فهرس) لسنان أنطون.
وأشار مقابلة إلى عنايته بالإسراء والمعراج في النثر العربي في سياق البحث الذي هو في الأصل أطروحته للدكتوراة، وقد تناول فيها الحادثة من جوانبها الدينية والتخييلية والرمزية، وفي كتابه: ” تجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي”،الذي جاء في خمسة فصول غطّت التفسير والسيرة والتصوّف والأدب الشعبي وأدب الرسائل والمنامات والنثر العربي الحديث.
وتناول البحث عدة لوحات تمثّلت في قراءة العنوان وتحليله والمعراج أنموذجًا أعلى لدى الإنسان، والمعراج في الديانات والكتب السماوية، ورحلة التأمل والصعود والهبوط في الحضارات القديمة والرافدين ومصر القديمة وصدى الآداب العربية في الآداب الغربية، وقلق التأثر وخريطة القراءة الضالة وتجليات الإسراء والمعراج في النثر العربي، ورحلة المعرفة وغيرها.
واختتمت المحاضرة بتأملات حول السمات العامة لأدب المعراج، وأوصت بأهمية فتح هذا العمل الباب لدراسات لاحقة أكثر توسعًا في الأدب المقارن أو دراسات الخيال الديني والأدبي، وأشار المقابلة إلى أن هذه الدراسة انطلقت من قناعة راسخة بأن هذه الحادثة لم تقتصر على بعدها الديني، بل ألهبت خيال الأدباء والمتصوفة والفلاسفة والشعراء، وشكّلت منبعًا ثرًّا للتعبير الأدبي والرمزي عبر العصور.
وانتهت المحاضرة بفتح باب المناقشة والحوار بين جمهور الحاضرين، والمحاضر حول ما قدمه في نظرية: “قلق التأثر”.
أسماء المرشحين لامتحان الكفاية في اللغة العربية الذي سيعقد يومي الاثنين والأربعاء الموافقين ٣٠-٦-٢٠٢٥م و٢-٧-٢٠٢٥م
المجمع ينعى الأستاذ الدكتور كمال فريج
ينعى مجمع اللغة العربية الأردني الأستاذ الدكتور كمال فريج الذي عرف بإخلاصه وتفانيه، ومساهماته الكبيرة في تعزيز العلاقات المؤسسية، إلى جانب حضوره المهني والإنساني المتميز في الأوساط الأكاديمية الأردنية.
وإن المجمع ممثلاً برئيسه الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت وأعضاء مجلس المجمع والعاملين فيه يتقدم من عائلة المرحوم ومحبيه بأصدق مشاعر العزاء والمواساة.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
صدور كتاب الموسم الثقافي الثاني والأربعين
صدر من منشورات المجمع كتاب “الموسم الثقافي الثاني والأربعين” (رابط التحميل)
أسماء الناجحين في امتحان الكفاية في اللغة العربية الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء الموافقين 17-18-6-2025
المجمع يطلق موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م: “صدى الآداب العربية في الآداب الأوروبية الحديثة”
تحت عنوان “صدى الآداب العربية في الآداب الأوروبية الحديثة”، عقد مجمع اللغة العربية الأردني اليوم الثلاثاء الموافق للسابع عشر من شهر حزيران لعام 2025م، في مقره، في قاعة الدكتور عبدالكريم خليفة أولى جلسات موسمه الثقافي الثالث والأربعين المنعقد كل ثلاثاء، ابتداءً من السابع عشر من حزيران حتى الثامن من تموز لعام 2025م، بحضور رئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، والأساتذة أعضاء المجمع، ونخبة من أساتذة الجامعات، وجمهور من المثقفين والمهتمين.
وتناول الموسم الثقافي لهذا العام سلسلةً من المحاضرات المتخصصة في مظاهر الحضور العربي في الشعر، والسرد، والفكر الأوروبي، وسلّط الضوء على التأثيرات المتبادلة بين التراث الأدبي العربي والآداب الأوروبية الحديثة.
وافتُتحت الجلسة الأولى للموسم بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، رحّب فيها بالحضور، معبّراً عن اعتزازه بانطلاق الموسم الثقافي في دورته الجديدة، ومثمّناً جهود اللجنة المنظمة في الإعداد له، ومؤكّدًا أهمية توسيع دائرة الدراسات لتكون “أثر الثقافة العربية الإسلامية على الثقافة في الغرب”، حيث إن التأثير العربي لم يكن مقتصراً على الجانب الأدبي فحسب، بل امتدّ إلى مجالات الحياة الغربية كافة.
وأشار إلى ضرورة تدقيق الفهم عند الحديث عن هذا الأثر، متسائلاً عمّا إذا كان قد وصل إلى الغرب عبر الفكر، والترجمات، والرحلات، أم من خلال الرواية والمشاهدة المباشرة.
كما نبّه إلى خطورة المبالغات والانطباعات الخيالية، خصوصاً تلك التي رُوّجت في العصور المتأخرة عن صورة الشرق، مثل مفهوم “الحرملك” في الدولة العثمانية، داعياً إلى التمييز بين الحقيقة والتصورات الغربية المشوَّهة.
كما تساءل عن طبيعة التأثير: هل جاء عبر الترجمة والرحلات والمراسلات الفكرية؟ أم عبر المعايشة والرواية والمشاهدة؟ مؤكداً ضرورة التحقق من سلامة الفهم ودقة التأصيل.
وفي هذا السياق، نبّه البخيت إلى أهمية التحقق من دقة الترجمات القديمة من اليونانية واللاتينية إلى العربية، مبيناً أن بعض الترجمات كانت عامة أو غير متخصصة، مما يدعو إلى مراجعة أعمال المترجمين الأوائل من السريان أو الأرمن أو غيرهم ممن اضطلعوا بدور كبير في عملية النقل العلمي والثقافي.
ولفت إلى أن الترجمة – في حركتها التاريخية – تنتقل عادةً من المكان الأعلى إلى الأدنى، وهو ما كان واضحاً في عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، حيث أفادت منها الثقافة الغربية في مختلف ميادينها. وعلى النقيض، أشار إلى أن العصر الحديث شهد حركة ترجمة معاكسة من اللغات الغربية إلى العربية، وكانت مصر سبّاقة في هذا المجال، من خلال مؤسساتها العريقة في النشر والترجمة، مثل مؤسسة فرانكلين في بيروت.
وختم الدكتور البخيت كلمته بالتأكيد على أن مستقبل اللغة العربية لا يكمن فقط في استكشاف ماضيها ومصادرها، بل في قدرتها على مواكبة العلوم الحديثة وما يبتدع في المختبرات، مشيراً إلى أهمية تجاوز العقبات التي تعيق الترجمة الفورية، وتعزيز حضور العربية في فضاء المعرفة العالمي.
وناقش الأستاذ الدكتور زياد الزعبي في محاضرته المعنونة بـ: “صدى الأدب العربي في الشعر الألماني في القرن التاسع عشر”، مدى تأثر الشعراء الألمان بالرموز والموضوعات العربية الكلاسيكية، التي شكلت لهم عنصر جذب، وأدخلتهم في مساراتها المختلفة، إضافةً إلى إسهام عصر التنوير برؤيته الواسعة المنفتحة في تقديم صورة موضوعية عن الشعوب الغربية بعاداتها وتقاليدها وآدابها، وهو ما كوّن صورةً جديدةً جذابةً للشرق ساعدت في ترسيخها الحركة الرومانسية وفلاسفتها.
وأكّد الدكتور زياد أن الأدب الألماني تأثر بصورة مباشرة منذ القرن الثامن عشر بالآداب الشرقية من خلال الترجمة، وكتابات الرحالة، والمحاكاة الحرة للنصوص العربية والفارسية، والدراسات الاستشراقية. وقد أفضى هذا التفاعل إلى تشكيل تصور جذاب لعالم الشرق، ساهمت في ترسيخه كلٌّ من حركة التنوير والفكر الرومانسي.
ثم تطرّق الدكتور الزعبي إلى أثر الغزل العربي في القصيدة الألمانية، واستهل الموضوع بذكر كيفية دخول هذه المفردة العربية (غزل) إلى لغات العالم، بدءًا باللغات الإسلامية التي استقبلت المفردة وكيّفتها وفق أنظمتها اللغوية والثقافية، وكيف حافظت على وجودها اللغوي الصلب في كل اللغات التي استقبلتها، فهي في الفارسية، والعثمانية- التركية، والأوردية والملايوية (غزل)، وحفاظها على صيغتها اللغوية وعدم إخضاعها للترجمة في اللغات الهدف.
وأشار إلى أن عدداً من الشعراء الألمان البارزين، مثل: غوته، فريدريش روكرت، هاينه، فون بلاتن، غايبل، وبودنشتيدت، قد تأثروا بشكل مباشر بالشعر العربي، وفي مقدّمة ذلك الشعر الغزلي، وقد ظهرت في بعض نصوصهم بوصفها ترجمةً شبه حرفية أو محاكاة فنية لقصائد عربية، أُعيدت صياغتها باللغة الألمانية في قالب شعري غربي، لا يخفي أصوله الشرقية.
ونبّه الزعبي في ختام محاضرته إلى أن كثيراً من النصوص التي تأثرت بالأدب العربي، لم تنل حظها من الدراسة، بسبب انتماء مبدعيها إلى دائرة أدبية لم تحظ بشهرة واسعة. ويُبرز في هذا السياق أهمية إجراء بحوث علمية دؤوبة تستقرئ الأصول العربية التي استندت إليها تلك الأعمال الألمانية، لا سيما في النصوص التي تنتمي إلى جنس القصيدة السردية (Ballade)، التي كانت شائعة لدى شعراء القرن التاسع عشر.
وفي نهاية الجلسة عُقدت مناقشة حوارية بين الدكتور الزعبي وجمهور الحضور، لدعم ما جاء فيها من أفكار ومعلومات مهمة.
يذكر أن الدكتور الزعبي حاصل على دكتوراه في النقد الأدبي من جامعة جيسن – ألمانيا (1987)، وهو أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة اليرموك منذ عام 1987، وشغل عدة مناصب أكاديمية منها: عميد كلية الآداب، ونائب عميد شؤون الطلبة، كما عمل أستاذًا في الجامعة الأردنية وجامعة السلطان قابوس، وقد درس اللغة الألمانية، وصدر له عدد من المؤلفات العلمية منها: (المتلقي المذعن)، و(مسارات القراءة مسارات النصوص )، و(المثاقفة وتوليد المصطلح )، وغيرها، وهو عضو مؤازر في مجمع اللغة العربية الأردني، شارك في عشرات المؤتمرات، وله عشرات الأبحاث العلمية المنشورة، إضافة إلى مساهماته في البرامج الثقافية والمقالات الصحفية.
صدور الجزأين السادس والسابع من معجم لسان العرب الاقتصادي
مشاركة الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت في برنامج مُلْهِم بودكاست من الجامعةِ الأردنيّة
أسماء المرشحين لامتحان الكفاية في اللغة العربية الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء الموافقين ١٧-١٨/ ٦/ ٢٠٢٥م